عمر يعيش مع والديه المسنين وثلاث شقيقات في قرية عجول شمال مدينة رام الله. قبل حوالي عشر سنوات، أحضرته والدته إلى مركز جبل النجمة للتأهيل لتسجيله. أوضحت والدته أن عمر يعاني من إعاقة ذهنية شديدة، وأنه غير قادر على الكلام أو إجراء محادثة بسيطة. لم يكن لديه أي مهارات في الحياة اليومية على الإطلاق ولم يستطع تلبية احتياجاته الأساسية. في ذلك الوقت، قالت والدته إنه تم تشخيصه بقصور في الغدة الدرقية وكان عليه تناول أدوية لها بالإضافة إلى أدوية لمعالجة الجهاز العصبي.
قام أخصائيو مركز جبل النجمة للتأهيل بتقييم عمر ووضعوا خطة فردية له. وما أثار دهشة الجميع، لم يكن تشخيص عمر صحيحا. أصبح هذا واضحا بعد بضعة أشهر من العمل معه.
في البداية، تمت إحالة عمر إلى وزارة الصحة من قبل أخصائية النطق في مركز جبل النجمة للتأهيل لإجراء عملية بسيطة في اللسان سمحت له بالبدء بالكلام.
وضع الفريق خطة مكثفة لعمر للعمل على مهاراته في الحياة اليومية وكذلك معارفه الأكاديمية.
اكتشفت الأخصائية النفسية والاجتماعية أن عمر تعرض أيضا للتحرش الجنسي، حيث كان يقضي معظم وقته في الشوارع. عمل الفريق بشكل مكثف مع عمر لتعليمه كيفية حماية نفسه وكذلك بناء ثقته بنفسه. وفي غضون عامين، أصبح عمر عضوا في شبكة حماية الطفولة التي تدافع عن حق الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم.
كما أصبح عمر عضوا في فرقتي السيرك والرقص الشعبي (الدبكة) في مركز جبل النجمة للتأهيل.
عندما بلغ عمر 14 عاما، حان الوقت لمغادرة المدرسة والانتقال إلى برنامج التدريب المهني. هناك تلقى تدريبات على التدبير المنزلي والزراعة والطبخ واستخدام وسائل النقل العام وشراء احتياجاته الأساسية. كان أداء عمر متميزا طوال سنوات وجوده في مركز جبل النجمة للتأهيل.
قبل ثلاثة أشهر من بلوغه سن 18 عاما، وجد له مركز جبل النجمة للتأهيل فرصة تدريب في مصنع للورق الصحي. أصبح عمر الآن موظفا رسميا منذ بداية عام 2023.
تحقق حلمه في إيجاد وظيفة وكسب لقمة العيش لمساعدة أسرته.